السبت، 23 يوليو 2011

الفكــر الشيعـــي بين التأمــل والانغلاق

فلتسمحوا لي ولو لم يعجبكم مقالي .... ولتراعوني ولو لم أكن أهلاً لذلك...... ولتقرأوني ولو لم تطيقوا.... فمثار حديثي سيبوح به شفق مستديم باقي ...... وعريض كلامي سيورده أمل متدفق عارم ........
كلا فلست أنمق أو أدبج ... ولا أسوغ أو ابرر .... بل استجلب رؤى وتصورات علها أن تكون مفتاح تأمل وتفكر فقط ...

والآن هيا :

علينا حينما نبدأ بالحديث أو النقاش مع غيرنا بغض النظر عن كينونيته ... أن نخاطب فيه عقله وفكره ... وان نتعرف على مجامع تصوراته ..... وأسلوب رواياته وطريقة تفكيره...... وان نتجنب محاصرته أو مضايقته مهما كان ....... ولست هنا أرشدكم إلى ما تعرفونه بل ادعوكم وإياي إلى إبحار في الفكر الشيعي بسفينة الصبر والإخاء والإشفاق ... وبمجداف الدلالة والتروي ... والانفكاك عن استخدام أساليب التجديف القديمة ... والتي لا تجدي شيئا مع أمواج البحر الهائجة ... قبل البدء في الحديث أحب أن انوه إلى أننا لا نناقش احداً ... بل نتأمل فقط ...... ثم إنني لا أريد العود إلى فتح ملف ... بل إغلاقه بأمان وأمانة .......
الفكر الشيعي أو التشيعي هو فكر مبني على تصورات صاحبتها ردود أفعال مع استبطان شخصي قد يكون عقدي مسبق ... ولعل العقلية السلوليسة التي سبقت ثورة التشيع كانت خير دليل على أصحابها في تصوراتهم وأحقادهم الشخصية ... مما أدى إلى تأكيدها والعمل عليها .... ثم جاء النفس اليهودي البغيض الحقود... لينفث سمه بعسل ...

وليلبس باطله بحق ... وحتى نعرف أو نعلم التأثير اليهودي والمتمثل في الانتشار ثم الانكماش.... فمن خلال ذلك يمكن توجيه رسالة جد خطيرة للشيعة مفادها أن من كان مؤسس مذهبه أو أستاذه الأول هو عبد الله بن سبأ اليهودي فليخرس، وليلزم صمت القبور، ويجب أن نتحرر من التفكير الأحادي الجانب .....

وان يعرف الشيعي أن تفكيره بقلبه لن يجعل منه أنموذجا للفهم ..... وان التفكير المتوارث لن يزيده إلا إصراراُ على مبدأه القائم على التقليد لا التفكير والتأمل ..... يجب أن نعي أن الانغلاق والتقوقع على معتقد توارثناه لا يجدي ... لاسيما وان الثقافة والاطلاع وإمكانية المعرفة تطاردنا في كل صقع ..... فلا نبخل على عقولنا بالاطلاع على ما نراه مخالفاً لنا ....فربما تكونت لدينا صورة وتصور لم نكن نعلمه ... أو كان مغيباً عنا ... أو كنا نتحاشاه خوفاً من الانحراف .....
وحتى أعود إلى الفكر الشيعي ... أقول بأنه استشرى وسرى في عقول ليس لديها أي انحراف بل كانت ثابتة رصينة .... ولكن حرفنة الفكر اليهودي أوهمها بان هناك حق غمط... وان هناك نعرات ومحاباة على حساب الدين .......

نعم لقد أتاها من قوتها ... وتسلل من شرفة قناعتها .... فهو لم يجابهها ولم يصادمها ..... بل تحينها وتصيدها .... ولا غرو فهذا الفكر هو امتداد لفكر أزلي لازال والى ما بعد الآن ... هو طريقة إبليس في الغواية ... فهو من الخبث بمكانة تؤهله للدخول إلى النفس ومعرفة كوامنها ودواخلها ... وسياسته ليست صدامية أو انتقامية واضحة ..... بل هي رحبة سهلة متوددة متلونة.....

فليس من المعقول أن يجابه بل هو يهادن ويسايس ويدخل من مأمن حتى إذا تمكن نفث وتحكم .... وبدأ بالاستدراج ..... ففي الفكر السبأي شيء كثير وكبير من سالفه آنفا ...... لأنه تحين الفرصة لينتشر ويتسلل .... وبالفعل تم ذلك وتمت الخطة بأيدي بريئة بيد أن عقولها كانت مستوطنة .... أي أن فكرها كان مخترق ... ومن هناك ومن أول ضربة تمت ... تم تبني التصورات والمعتقدات .... وتم التصلب على الرأي والحكم ... وكما أسلفت أن من طبعه الانتشار ثم الانكماش ...... فقد انكمش فترة التطهير الديني ... وفترت المواجهة ... وظل يتشرب أفكارا مختلطة ما بين فارسية مجوسية إلى يهودية إلى مسيحية .... إلى أهواء بحته وشهوات ... وتمت صياغته تحت مسمى استغلال الأزمات وتوظيفها للصالح والمقصود......

كما أن الفكر الشيعي بدأ في الانقسام على نفسه ..... وبدأ في تجنيس غيره ليدعمه وليقف معه في صد أي فكر موازي أو مضاد ...... وبدأ يتأرجح بين أهواء شخصية إلى مصالح أكبر... ولعل الفكر الشيعي من أكثر الأفكار قبولاً للتغيير والتحريف .... فهو كالإسفنج يتشرب كل ما يأتيه ....... ولذلك تجده خليط معتقدات وأهواء ..... حتى أن العاقل من الشيعة يكاد يخلع رأسه من التناقض الذي يراه .... ويكاد ينشطر من السير الذي يمشيه دون دليل واضح وصريح .... ولكن يبقى انه غير مؤهل للمجازفة واختراق جدار العزل الشيعي .... فهناك تحجر فكري شديد صلب حيال التحليق خارج سرب التشيع ...... ولا يسمح الفكر الشيعي لمعتنقيه بالذهاب لغيره أو سماع غيره ... لخوفه من انفلات العقول الكبيرة ومعرفتها حقيقة سيره ....

ولانه هش ومتهالك ... فهو لا يملك القدرة على إطلاق العنان لأصحابه لينظروا إلى بقية الأفكار أو المعتقدات ... بل يرهبهم ويحذرهم ... باسم الكفر والشرك والنار .... مستغلاً بذلك قلوبهم التي استلها منهم وعقولهم التي غلفها بغلاف فكره الأحادي المتوارث ... ولذلك فلا عجب من أن نرى شيعة على مستوى عال من الثقافة والفهم والروية ... وعلى مستوى عال من الفكر ....... لا يغادرون معتقدهم قيد أنملة .... لأنهم تربوا على أن الدين مبني على التقليد وتربوا على أنهم ظلموا وتربوا على أمل الخلاص في يوم مرتقب مهداوي ..... كما أن الفكر الشيعي هو فكر عاطفي فالعاطفة متجذرة فيه ومتأصلة ..... وحتى تكون عاطفة ذات أنواط فهي عاطفة الحزن والبكاء والدعاء على الظالم .... ومناجاة موعد آت ......

ولعل المتأمل يرى أنهم في حزن دائم ...

فمن نياحة في الحسينيات إلى ضرب ولطم وعويل ... ومن بكاء على الشهيد الفقيد إلى سب وشتم للأعداء .... فليس ثمة مجال للأمل أو التفاؤل ... أو حتى التسامح ... وليس هناك ثمة للسلام مع النفس والعقل ... ومن المعلوم أن المتعهد للشيء والمتعود عليه يجعل منه مصدقاً له ... ومصراً عليه ومنافحاً عنه مهما كان ...... وغير قابل لغيره ....... والحقيقة أنني لا زلت أتساءل كما يتساءل غيري عن عدم إمكانية البحث والتدقيق في معتنقي هذا الفكر .... حيث أننا أصبحنا في ثورة معلوماتية وثقافية ......

وأصبحت الأجواء جميعها مهيأة للبحث والتفكير والنظر ........ وليست كما كانت عليه في زمن غابر .... إذ أن استقاء المعلومات سابقا كان من مصدر معين ومحدود ... غير ما هو عليه الآن ..... وهل لازال مثقفوا الشيعة لا يقبلون بقراءة واقعهم ومستقبلهم ... كما يقبلون بقراءة واقعهم المعيشي والحياتي ... هل لازلت هناك عقليات تعد العدة للثورة المرتقبة في ظل الحقائق المستبقة.... لعل هناك من يفهم كلامي على انه تحيز لفكر معين ... بل هو دعوة للتأمل والانفتاح وعدم تقييد العقول وتكميم الأفكار ... لا تعتنق مذهبا غير مذهبك ......... لكن لا تنغلق على نفسك ..... وتأمل حالك الآن وبعد موتك .........

لفتة:

هناك بروفيسور هندوسي يدرس في إحدى الجامعات الفرنسية يحمل في يده قطعة منديل احمر يذهب بها كل يوم إلى مكان خاص ... وحينما تتبعه احدهم وجده يفتح المنديل وفيه روث بقر ويشمه ويسجد عليه بجبهته !!!! فهل للعقول ذنب أم أن الذنب ذنب التوارث العقدي والتصلب الفكري ... والتحكم العاطفي .... إذ ليس من المعقول أن يكون بحجم بروفو ويفعل هذا ؟؟؟؟ ولكن كما أسلفت هي قضية الفكر المغلوط المحروم من التأمل والتفكر......

ولنحكم عقولنا التي من الله علينا بها ولا نكون :

( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ )

ولنعرف أن الحقيقة لا تعرف بالعاطفة والحماسة بل بالدليل والبرهان .. !

فلا نكن كما قال جلا وعلا :

( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ

قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ

فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )

أيها الشيعة الأحرار .. أيها المنصفون !

لا أطالبكم بأكثر من التفكر في هذه الحقائق وغيرها ووزنها بميزان العقل والمنطق .. ولا يذهب بك التعصب بعيدا !!

( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً )

لا تكونوا ممن قال الله فيهم :

( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ

فتجعل أقوال علمائك وتشريعاتهم حكما على حكم الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم !

فلنسارع بالتوبة والانابة الى الله تعالى قبل أن يأتينا ملك الموت !!

حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ

لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

اسئل الله العلي العظيم رب العرش الكريم ان يريكم الباطل باطلاً ويرزقكم اجتنابة ويريكم الحق حقاً ويرزقكم اتباعه

قال الله تعالى

( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغة فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )

تحياتي لكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري