الأحد، 31 يوليو 2011

درجـات الـجـنــة .....

بسم الله الرحمن الرحيم


درجات الجنة


لقد خلق الله الجنة وأورثها عباده الصالحين وجعلهم فيها متفاضلين متفاوتين , ولذلك
كانت الجنة درجات يفضل بعضها بعضاَ , وكل ذلك كان فضلاَ من ربك وعدلاَ.. ليشمر ويثابر
من اشتاقت نفسه إلى الجنة وَعَلَّت هِمَتُه لأعلى درجاتها, في ذلك النعيم المقيم.
قال تعالى: (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصّالِحَاتِ فَأُوْلَـَئِكَ لَهُمُ الدّرَجَاتُ الْعُلَىَ) [ طه : 75].

فالإيمان والعمل الصالح هما طريق الفردوس فكلما كان إيمانك عالياَ ثابتاَ كانت منزلتك
رفيعة في تلك الدرجات, وإنما يتفاوت المؤمنون المتقون في ذلك بحسب إيمانهم وتقواهم .


قال تعالى: (لاّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاّ وَعَدَ
اللّهُ الْحُسْنَىَ وَفَضّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً
وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً) [النساء 95: 96]


ذكر ابن جرير عن هشام ابن حسان عن جبلة بن عطية عن أبن محيريز قال فضل الله
المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه قال هي سبعون درجة ما بين الدرجتين
عدو الفرس الجواد المضمر سبعين عاما .

وتأمل قوله كيف أوقع التفضيل أولا بدرجة ثم أوقعه ثانيا بدرجات ، فقيل الأول بين القاعد
المعذور والمجاهد ، والثاني بين القاعد بلا عذر والمجاهد . * (كُلاّ نّمِدّ هَـَؤُلآءِ وَهَـَؤُلآءِ مِنْ
عَطَآءُ رَبّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبّكَ مَحْظُوراً * انظُرْ كَيْفَ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ وَلَلاَخِرَةُ أَكْبَرُ
دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) [الإسراء18-21]

فهنا بين الله سبحانه أن أهل الآخرة يتفاضلون فيها أكثر مما يتفاضل الناس في الدنيا.

إن تفاضل الجنان يشمل التفاضل بين خيراتها من أبنية وعيون وأشجار وفواكه ونساء.
قال تعالى: (فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ) [ الرحمن ] ، وبعد وصفهما قال تعالى:
(وَمِن دُونِهِمَا جَنّتَانِ) [الرحمن : 62]،
أي دون الجنتين الأوليتين في الخير والمقام والمنزلة.


حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: « فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ ».
الحديثُ يدلُّ على أنهــا غاية في العلو والارتفاع , ولا ينفي أن يكون درجات الجنة
أكثر من مائة,إذ المراد منه الإخبار بأن هذه الدرجات المائة هي للمجاهدين في
سبيل الله,لا الإخبار بحصر درجات الجنة,ويؤيد ذلك أن منزلة النبي-صلى الله عليه
وسلم- فوق هذا كله , فهـو في درجة ليس فوقها درجة, مَّا هذه الدرجات المائة
ينالهـا آحاد أمته بالجهـاد.


والجنة مقببة أعلاها وأوسعها ووسطها هو الفردوس وسقفه العرش كما قال في الحديث
الصحيح إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة فوقه عرش
الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة . ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها يكون الصعود من
أدناها إلى أعلاها بالتدريج شيئا فشيئا درجة فوق درجة. ‌

هناك 6 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزااك الله خيرا موضوع قيم ..

    كل عام وانت بخير وتقبل الله الصيام والقيام

    ردحذف
  2. السلام عليكم رندا
    شكرا أختي في الله وبارك الله فيكي
    وكل عام وانتي بكل خير
    وحمدلله علي السلامة
    تحياتي

    ردحذف
  3. كل سنة وأنت طيب موضوع أكثر من رائع اللهم بلغنا وإياكم الدرجات العلى اللهم آمين

    تسلم زميلي العزيز عى الموضوع القيم

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    اللهم أميـــن أجمعيــــن أختي العزيزة كريمة
    كل سنة وحضرتك طيبة
    والامة الاسلامية بخير وتقدم
    تحياتي القلبية

    ردحذف
  5. مدونة ممتازة ومقال رائع شكرا لك وبارك الله فيك وجزاك خيرا باذن الله ...

    ردحذف
  6. السلام عليكم وظائف
    شكرا لمروركم الكريم وتشجعكم لنا
    وجزانا وجزاكم الله كل خير
    وكل عام وانتم بخير
    ورمضان كريم
    مع خالص تحياتي

    ردحذف

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري