الأحد، 24 يوليو 2011

مبنى كرملين موسكو كان حصن ثم مقر للامراء

يقع كرملين موسكو على تل “بوروفيتسكي”، وذلك على الضفة اليسرى لنهر موسكوفا، حيث يصب فيه نهر نيغلينايا. ويبلغ ارتفاع التل نحو 25 مترا، وتشتق تسمية “بوروفيتسكي” عن كلمة “بور” الروسية التي تعني غابة الصنوبر، ويقول علماء الاثار أن اول انسان داست قدمه في غابة الصنوبر، كان في اواخر الالفية الثانية قبل الميلاد، وأنشات فيه اول مستوطنة سلافية، تعتبر المدماك الاول لمدينة موسكو.

أسس الامير يوري دولغوروكي عام 1156 حصن موسكو، الذي تحول كرملين موسكو في عهد الامير إيفان كاليتا من قلعة عادية الى مقر للامراء المعظمين والمطارنة، وبات أهل موسكو يبنون في ارضه منشأت من الحجارة البيضاء. وإنشئت في أعلى موقع في التل في عامي 1326-1327، كاتدرائية اوسبينسكي، التي كانت الفاتحة لبناء أكثر من كاتدرائية التي لم تتغير سماتها الاساسية حتى الان، ويتفق أكثر المؤرخين على أن تسمية الكرملين يعود تاريخها الى العام 1331.

بعد الحريق الضخم، الذي شب في موسكو عام 1365 أدى لأضرارا فادحة بالكرملين، أتخذ وقتها الامير دميتري قرارا بإنشاء حصون مشيدة من الحجارة على تل بوروفيتسكي، مما شُيد الكثير من الحيطان وألابراج التي تحولت الى أول قلعة مبنية من الحجارة البيضاء في شمال شرق روسيا، والجدير بألذكر ان الامير دميتري، قد ترك لأبنه لقب الامير المعظم في موسكو. وبات يدرك الجميع ان موسكو صارت وارثة لتقاليد الارض الروسية، وبحلول القرن الخامس عشر أنشئت في موسكو كل المجمعات المعمارية التي تتصف بها العواصم، والملفت في الموضوع أن كل المباني والكاتدرائيات المبنية في ساحات الكرملين، قد بُنيت على ايدي المعماريين الروس، والايطاليين، وذلك للدمج بين التقليد المعماري الروسي، وبين المبادئ لعهد النهضة الايطالية.

وبلغ الكرملين ذروة ازدهاره في أواخر القرن السابع عشر، وكان جمال المجمع وأصالته يثيران الدهشة لدى المعاصرين، الذين كانوا يقارنونه بمدينة الجنة، شهد القرن الثامن عشر اصلاحات كبيرة وواسعة للقيصر بطرس الاول، ثم عام 1712 نقل عاصمة روسيا الى ضفاف نهر النيفا حيث أسست مدينة سانت بطرسبورغ، وان الجمال والتصميم الروعة لمشهد المباني والكاتدرائيات، واللذان يعتبران قطعة من التاريخ في حاضر اليوم، مُضاف اليه الأرث الكبير والضخم لقياصرة وبطاركة روسيا، ليعطيا مشهدا جذابا، لتصاميم الكرملين من الداخل.

أن كنوز الحضارة الروسية، المكنونة في الكرملين، هي تعبير عن ماضي عريق، ذكراه دروس في الحاضر، فألحفاظ على التاريخ، هو تمسك بفلفسة البقاء في الحاضر، وهو استلقاف لأمجاد الماضي، لأستثمارها في بناء الأمل بألمستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري