السبت، 23 يوليو 2011

إدانة إسلامية لهجومي النرويج



أدانت منظمة التعاون الإسلامي الهجومين اللذين وقعا في العاصمة النرويجية واتهم مواطن مسيحي أصولي ذو توجهات سياسية يمينية بالتورط في تنفيذهما، وذلك وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا الذي بلغ حتى الآن 92 قتيلا في أسوأ حادث تشهده البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وأعلنت المنظمة التي غيرت اسمها أواخر الشهر الماضي من منظمة المؤتمر الإسلامي إلى اسمها الحالي وتضم 58 دولة مسلمة، رفضها للعمل الإرهابي الذي وقع في النرويج أمس الجمعة ولجميع أشكال الإرهاب، وحثت المجتمع الدولي على الاستمرار في مكافحة هذه الظاهرة.

وأدان أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو "الأحداث المؤسفة جراء الهجمات الإرهابية" التي وقعت في النرويج يوم أمس، مقدما تعازيه لأسر الضحايا ولحكومة النرويج وشعبها.

كما نددت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي اليوم السبت بالحادث في رسالة بعث بها إلى نظيره النرويجي يوناس غاره أستوره أعرب فيها عن مواساة بلاده لأسر الضحايا وللحكومة والشعب النرويجي.

وأثار الاعتداء المزدوج موجة استنكار عارمة عبر العالم، فقد أدانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تلك

الهجمات ووجهت رسائل تعزية للنرويجيين.

النرويج اعتبرت الحادثين كارثة وطنية
اليمين المتطرف

وكانت الشرطة النرويجية قد ألقت الجمعة القبض على المواطن بيهرينغ بريفيك (32 عاما) بعد إطلاقه النار على معسكر صيفي لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة أوتويا القريبة من العاصمة أوسلو، عقب تفجير مجمع حكومي قرب مقر رئاسة الوزراء وسط أوسلو خلف سبعة قتلى وعددا غير محدد من الجرحى.

وذكرت مصادر إعلامية نرويجية نقلا عن مصادر أمنية قولها إن الموقع الإلكتروني الخاص بالشاب النرويجي بريفيك يدل على انتمائه لتيار يميني متطرف يكره الإسلام.

ولم ينشر بريفيك على حسابه على موقع تويتر سوى رسالة واحدة بتاريخ 17 يوليو/تموز الجاري استشهد فيها بمقولة الفيلسوف البريطاني جون ستيوارت ميل "إن شخصا واحدا مؤمنا يملك قوة مائة ألف شخص لا يلاحقون سوى مصالحهم".

ولفتت المصادر الأمنية نفسها إلى أن أشخاصا شاهدوا بريفيك وسط أوسلو قبل فترة من تفجير المجمع الحكومي، في إشارة إلى احتمال وقوفه وراء هجومي الجمعة معا.

إن التحقيقات ما زالت جارية وسط سرية وتكتم، لكن أصابع الاتهام تتجه أكثر فأكثر نحو الشاب لا سيما مع تكشف أنه اشترى كمية كبيرة من الأسمدة الكيميائية أوائل الصيف.

وعلى فيسبوك يقدم الرجل نفسه على أنه مدير في شركة "بريفيك جيوفارم" البيولوجية، الأمر الذي سمح له بشراء مواد كيميائية يمكن استخدامها في صنع متفجرات.

وأعلنت تعاونية المواد الزراعية السبت أنه اشترى ستة أطنان من الأسمدة الكيميائية في بداية مايو/أيار الماضي.

أن البحث جار الآن حول ما إذا نفذ المخطط بمفرده أم أن هناك أشخاصا آخرين.

طاقم إسعاف يعالج مصابا في تفجير
المقر الحكومي بأوسلو
المشهد والصدمة

وقال إن النرويج تشهد تشديدا غير مسبوق للإجراءات الأمنية وشللا عاما بعد الحادث الذي قلب المفاهيم لا سيما مع اتهام "مواطن أشقر" بهذه الكارثة الوطنية، مما سيدفع الدولة إلى إعادة حساباتها ومراجعة سياساتها.

وشهدت النرويج تنكيسا نصفيا للأعلام اليوم السبت، في حين تفقد رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرغ الذي بدا متأثرا جدا والملك هارالد والملكة صونيا وولي العهد هاكون ووزيرا العدل والصحة الناجين في أحد الفنادق القريبة من موقع المخيم.

ومع إعلان السلطات تشديد الإجراءات الأمنية حول المباني والمؤسسات المهمة, اعتقلت الشرطة رجلا كان يوجد أمام فندق يزور فيه رئيس الوزراء شبانا من حزب العمال نجوا من إطلاق النار في أوتويا. ونسب للشاب قوله للصحفيين إنه اعتقل بسبب حمله سكينا في جيبه.

وكان شتولتنبرغ قد رفض التكهن بدوافع وأسباب الحادثين حتى انتهاء التحقيقات، وأكد أن النرويج مقارنة ببلاد أخرى ليست لديها مشكلات كبيرة مع من أسماهم المتطرفين اليمينيين، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية المختصة على علم بوجود بعض هذه المجموعات وسبق أن لاحقت عددا منها.

وأضاف أن مسؤولين نرويجيين يعملون مع وكالات الاستخبارات الأجنبية لمعرفة ما إذا كان هناك أي ضلوع دولي فيما حدث.

وكان جهاز الأمن الداخلي قد أفاد في تقرير حول تقييم المخاطر صدر في فبراير/شباط الماضي بأنه لا يعتبر اليمين المتطرف مصدر "تهديد خطير".

وفي مشهد يذكر بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، نشرت صحيفة أفتنبوستن النرويجية الواسعة الانتشار السبت صورة لمكتب رئيس الوزراء شتولتنبرغ وقد دمره الانفجار، وبدت كل النوافذ متطايرة، مع عنوان بسيط للغاية "22/07/2011".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري