الثلاثاء، 26 يوليو 2011

لغويات

(( 1 ))

((من أحب الله تعالى أحب رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم ومن أحب الرسول العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته إليها ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمدا صلى الله عليه و سلم خير الرسل والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ثم هي لإحراز الفضائل والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء والزند للنار . ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في إثبات النبوة التي هي عمدة الإيمان لكفى بهما فضلا يحسن فيهما أثره ويطيب في الدارين ثمره فكيف وأيسر ما خصها الله عز وجل به من ضروب الممادح يكل أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة....))
فقه اللغة , للثعالبي
(( 2 ))

همزة السلب :
وهي الهمزة التي تدخل على الفعل فتنقل معناه إلى ضده .
نحو : أشكيت زيداً ، أي : أزلت شكايته . وأعجمت الكتاب ، أي : أزلت عجمته .

وأيضأ :
جار و أجار ,
وقسط و أقسط ..
وغيرها .
(( 3 ))

(( بلى ))

حرف جواب يجاب به النفي خاصة , ويفيد إبطاله , سواء ٌ أكان هذا النفي مع استفهام , كقوله تعالى :
(( ألم يأتكم نذير ؟ قالوا : بلى قد جاءنا نذير ))
وقوله سبحانه :
(( ألست بربكم ؟ قالوا بلى )) أي : أنت ربنا .

ونحو : ألم تقرأوا كتاب الله تعالى ؟
وصواب الإجابة بكلمة ( بلى ) .
والإجابة بــ ( نعم ) خطأ .

أم كان هذا النفي دون استفهام .
كقوله تعالى :
(( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل : بلى : وربي لتبعثن ))

ويحكى أن أبا بكر ابن الأنباري حضر مع جماعة من العدول ليشهدوا على رجل , فقال أحدهم للمشهود عليه :
ألا نشهد عليك ؟
فقال : نعم .
فشهدت الجماعة عليه , وامتنع (( ابن الأنباري )) وقال:
إن الرجل منع من أن يشهد عليه بقوله ( نعم ) , لأن تقدير كلامه : لا تشهدوا عليَّ .
(الصحيح والضعيف في اللغة العربية)
(( 4 ))

(( الأبيات العواطل ))
هي الأبيات الشعرية التي لا نُقط في حروفها إطلاقا كما في البيتين التاليين :
الحمد لله الصمـد حال السرور والكمد
الله لا إلـــه إلا الله مولاك الأحــد

(( الأبيات المُعجمة ))
وهي الأبيات الشعرية التي كل حروفها مُنقـّطة وكما في البيتين التاليين :

بِشجيّ ٍ يبِيتُ في شجَن ِ فِتنٌ ينتشبنَ في فِتــن ِ
شيّقٌ تيّقٌ تُجـُنـّّب في نفق ٍ ضيـّق ٍبقي ففنِي

(( الأبيات المُلمـّعة ))
وهي الأبيات التي صدرها لا نُقط في حروفه وعجزها ذو حروف منقّطة وكما في البيتين التاليين :

أسمرٌ كالرمح له عامـلٌ يُغضي فيقضي نخِبٌ شيـّقٌ
مِسكُ لَماه عاطرٌ ساطعٌ في جنـّةٍ تشفي شجّ ٍ ينشَقُ

(( الأبيات الخيفاء ))
هي الأبيات الشعرية التي تحوي على كلمة حروفها كلها منقّطة، وتأتي بعدها كلمة حروفها كلها غير منقّطة ، كما في البيتين التاليين :

ظبيةٌ أدماءُ تُفني الأمــََلا خيـّبت كلّ شجيّ ٍ سألا
لا تفي العهد فتشفيني ولا تُنجزُ الوعد فتشفي العِللا

(( الأبيات الرقطاء ))
وهي من اصعب الأبيات، حيث أنها تحوي على حرفٍ منقط وبعدها حرفٌ غيرُ منقّط وعلى التوالي وكما في البيتين التاليين :

ونديمٍ بات عنــدي ليـلةٍ منـه غليلُ
خاف من صُنع جميـلٍ قُلت: لي صبرٌ جميلُ
(( 5 ))

(( سيبويه ))

.. تفاحة العربية ..

هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قِنْبَر .
وسِيبَوَيْهِ هو لقبه الذي به اشتهر حتى غطى على اسمه وكنيته، كانت أمه تحب أن تراقصه به وتدلـله في الصغر، وهي كلمة فارسية مركبة وتعني "رائحة التفاح". وهو إمام النحاة الذي إليه ينتهون، وعلم النحو الشامخ الذي إليه يتطلعون، وصاحب كتاب العربية الأشهر ودستورها الخالد. فارسي الأصل ولد في حدود عام (140هـ / 756 م ) على أرجح الأقوال في مدينة البيضاء ببلاد فارس، وهي أكبر مدينة في إصطخر على بعد ثمانية فراسخ من شيراز.
ولقي ربه وهو ما زال في ريعان الشباب، لم يتجاوز عمره الأربعين، وذلك سنة (180هـ/ 796م) على أرجح الأقوال.

((قطرب))

هو أبو علي محمد بن المستنير بن أحمد النحوي اللغوي البصري المعروف بقطرب(ت 206هـ)
لقبه :
كان قطرب يبكر إلى سيبويه قبل التلاميذ فقال له يوما ما أنت إلا قطرب ليل فبقي هذا اللقب وعرف به،
وقطرب اسم دويبة لا تزال تدب ولا تفتر .
(( 6 ))

:: النحت ::

ومعنى (( النحت )) في اللغة العربية أن تعمد إلى كلمتين فأكثر فتكون منهما كلمة واحدة، كقولنا في :
(( بسم الله الرحمن الرحيم )) : (( البسملة)) . فكلمة : ((البسملة )) : نحت من جملة : بسم الله الرحمن الرحيم .
ومثلها : (( الحوقلة )) منحوتة من : (( لا حول ولا قوة إلا بالله )) .
ومن أمثلته :

((كشاجم))
هو أبو الفتح بن محمود بن شاهيك من شعراء القرن الرابع و(كشاجم) لقب له منحوت من أوائل حروف مواهبه لأنه كان كاتباً شاعراً أديباً جميلاً مغنياً ؛ وقد أضاف لها في آخر عمره حرف الطاء تعبيراً عن طبخه أو طبه.

((حنفش ))
حيث كان حنبليا فحنفيا ثم شافعيا.

((أبو نفيس))
كنية لغازي القصيبي منحوتة من أوائل أسماء أولاده :
نجاد وفارس ويارا وسهيل.

((الشنكبوتية))
منحوتة من كلمتي:
الشبكة العنكبوتية
(( 7 ))

ليس في لسان العرب مادة مبدوءة بالتاء المثناة مختومة بالتاء المثلثة سوى ثلاث مواد هي :
(( تَفَثَ )) ، و (( تلث )) و (( توثَ )) .
((عبدالسلام هارون))
(( 8 ))

اللغة العربية :
لا تجد في آيات القرآن الكريم ، ولا في أحاديث النبي العظيم - صلى الله عليه وسلم - إلا لفظ : (( اللسان )) يعنى : لسان العرب ، واللسان العربي ، أما لفظ : (( اللغة )) بدل : (( اللسان )) فلا . وقد انتشر ، بل اكتسب صفة الإجماع ، كما انتشر لفظ : (( العقيدة )) على : (( التوحيد )) ولا وجود لهذا الإطلاق : (( العقيدة على هذا المعنى )) في نصوص الوحيين ، لكن لا نزاع في تسويغه ، كما تقدم في حرف العين من الفوائد : العقيدة .
واللفظ هنا يحتاج إلى زيادة تتبع ، وتحرير . والله أعلم .

الحمار :
العرب تسمي كل مائة عام (( حماراً )) مأخوذ من موت حمار المارِّ على القرية ، كما في آية سورة البقرة ثم أحياه الله هو وصاحبه بعد مائة عام ، ثم بعثهما الله ؛ ولهذا قيل لمروان بن محمد بن عبدالملك : (( مروان الحمار )) لما قارب ملك آل أمية مائة سنة . هكذا ذكر الذهبي في (( السير )) وهكذا (( الهنيدة )) رمز للعدد مائة ، و (( المترك )) لألف من الإبل ، و (( الوقير )) لخمسمائة من الإبل .

(( دمتم ))
قال الله - تعالى - : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ}
فالدوام لا يكون إلا لله - سبحانه - :
ليس حي على المنون بباق غير ربي المُوحَّد الخلاق
وهذه اللفظة : (( دمتم )) الجارية في تذييل المكاتبات الودية ، ينبغي التوقي من إطلاقها ، وإن كان المراد بها الدوام النسبي للمخلوقين، والدوام المطلق لا يكون إلا لله- سبحانه-.
وهكذا يُقال في نحو : اللجنة الدائمة . و : الهيئة الدائمة. والله أعلم .
وقد أصدرت : (( اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء )) الفتوى رقم/ 5609 بما نصه:
(( يكره ذلك ؛ لأن الدوام لله - سبحانه - والمخلوق لا يدوم )) انتهى . وفي الكراهة نظر . والله أعلم .
بكر أبو زيد
(( 9 ))

في تفسير قوله تعالى :

{ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}

قال القرطبي - رحمه الله تعالى - :

( أضاف الحرث إليهم ، والزرع إليه تعالى ؛ لأن الحرث فعلهم ويجري على اختيارهم ، والزرع من فعل الله تعالى ، وينبت على اختياره لا على اختيارهم ... )
(( 10 ))

كل ما علاك فأظلك فهو سماء
كل أرض مستوية فهي صعيد
كل حاجز بين الشيئين فهو موبق
كل بناء مربع فهو كعبة
كل بناء عال فهو صرح
كل شيء دب على وجه الأرض فهو دابة
كل ما غاب عن العيون وكان محصلا في القلوب فهو غيب
كل ما يستحيا من كشفه من أعضاء الإنسان فهو عورة
كل ما أمتير عليه من الإبل والخيل والحمير فهو عير
كل ما يستعار من قدوم أو شفرة أو قدر أو قصعة فهو ماعون
كل حرام قبيح الذكر يلزم منه العار كثمن الكلب والخنزير والخمر فهو سحت
كل شيء من متاع الدنيا فهو عرض
كل أمر لا يكون موافقا للحق فهو فاحشة
كل شيء تصير عاقبته إلى الهلاك فهو تهلكة
كل ما هيجت به النار إذا أوقدتها فهو حصب
كل نازلة شديدة بالإنسان فهي قارعة
كل ما كان على ساق من نبات الأرض فهو شجر
كل شيء من النخل سوى العجوة فهو اللين واحدته لينة
كل بستان عليه حائط فهو حديقة والجمع حدائق
كل ما يصيد من السباع والطير فهو جارح والجمع جوارح
وختاما ً :

(( 11 ))

(( فإنِّي رأيت أكثر أهل زماننا هذا عن سبيل الأدب ناكبين، ومن اسمه متطيِّرين، ولأهله كارهين: أما النَّاشئ منهم فراغب عن التعليم، والشَّادي تارك للازدياد، والمتأدِّب في عنفوان الشباب ناسٍ أو متناسٍ؛ ليدخل في جملة المجدودين، ويخرج عن جملة المحدودين فالعلماء مغمورون، وبكرَّة الجهل مقموعون حين خوى نجم الخير، وكسدت سوق البرِّ، وبارت بضائع أهله، وصار العلم عاراً علَى صاحبه، والفضل نقصاً وأموال الملوك وقفاً علَى شهوات النفوس، والجاه الَّذي هو زكاة الشرف يباع بيع الخلق وآضت المروءات في زخارف النَّجد وتشييد البُنيان، ولذَّات النفوس في اصطفاق المزاهر ومعاطاة الندمان. ونبذت الصنائع، وجُهل قدر المعروف، وماتت الخواطر، وسقطت همم النفوس، وزُهد في لسان الصدق وعقد الملكوت فأبعد غايات كاتبنا في كتابته أن يكون حسن الخط قويم الحروف، وأعلى منازل أديبنا أن يقول من الشِّعر أبياتاً في مدح قَيْنَة أو وصف كأس، وأرفع درجات لطيفنا أن يطالع شيئاً من تقويم الكواكب، وينظر في شيء من القضاء وحدِّ المنطق، ثمَّ يعترض علَى كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه، وعلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب وهو لا يدري من نقله، قد رضي عوضاً من الله ومما عنده بأن يقال: فلان لطيف وفلان دقيق النظر يذهب إلى أن لُطف النظر قد أخرجه عن جملة النَّاس وبلغ به علم ما جهلوه؛ فهو يدعوهم الرَّعاع والغُثاء والغُثْر، وهو لعمر الله بهذه الصفات أولى، وهي به أليق؛ لأنه جهل وظنَّ أن قد علم، فهاتان جهالتان؛ ولأن هؤلاء جهلوا وعلموا أنهم يجهلون. ولو أن هذا المُعجب بنفسه، الزاري على الإسلام برأيه، نظر من جهة النظر لأحياهُ الله بنور الهدى وثَلَجِ اليقين، ولكنه طال عليه أن ينظر في علم الكتاب، وفي أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وفي علوم العرب ولغاتها وآدابها، فنَصَبَ لذلك وعاداهُ. وانحرف عنه إلى علم قد سلَّمه ولأمثاله المسلمون، وقلَّ فيه المتناظرون، له ترجمةٌ تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم؛ فإذا سمع الغُمْرُ والحدَثُ الغِرُّ قوله: الكون والفساد، وسَمْع الكيان، والأسماء المفردة، والكيفية والكمية والزمان والدليل، والأخبار المؤلفة؛ راعه ما سمع، وظن أنَّ تحت هذه الألقاب كلَّ فائدة وكلَّ لطيفة، فإذا طالعها لم يَحْلَ منها بطائل، إنما هو الجوهر يقوم بنفسه، والعَرَضُ لا يقوم بنفسه، ورأس الخط النقطة، والنقطة لا تنقسم، والكلام أربعة: أمر، وخبر، واستخبار، ورغبة؛ ثلاثة لا يدخلها الصدق والكذب، وهي: الأمر، والاستخبار، والرغبة، وواحد يدخله الصدق والكذب وهو الخبر، والآنُ حدُّ الزمانين، مع هذيان كثير، والخير ينقسم إلى تسعة آلاف وكذا وكذا مائة من الوجوه، فإذا أراد المتكلم أن يستعمل بعض تلك الوجوه في كلامه كانت وَبالاً على لفظه، وقيداً للسانه، وعيّاً في المحافل، وعُقْلَة عند المتناظرين.
ولقد بلغني أن قوماً من أصحاب الكلام سألوا محمد بن الجَهْم البرمكيَّ أن يذكر لهم مسألة من حد المنطق حسنة لطيفة، فقال لهم: ما معنى قول الحكيم: " أول الفكرة آخر العمل، وأول العمل آخر الفكرة " ؟ فسألوه التأويل، فقال لهم: مَثَلُ هذا رجل قال: " إنِّي صانع لنفسي كِنَّا " فوقعت فكرته على السقف، ثمَّ انحدر فعلم أن السقف لا يكون إلا على حائط، وأن الحائط لا يقوم إلا على أُسّ، وأن الأُسَّ لا يقوم إلا على أصل، ثمَّ ابتدأ في العمل بالأصل، ثمَّ بالأسِّ، ثمَّ بالحائط، ثمَّ بالسقف؛ فكان ابتداء تفكره آخر عمله وآخر عمله بدء فكرته؛ فأية منفعةٍ في هذه المسألة؟ وهل يجهل أحد هذا حتى يحتاج إلى إخراجه بهذه الألفاظ الهائلة، وهكذا جميع ما في هذا الكتاب؛ ولو أن مؤلف حد المنطق بلغ زماننا هذا حتى يسمع دقائق الكلام في الدين والفقه والفرائض والنحو لعدَّ نفسه من البُكْمِ، أو يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته لأيقن أن للعرب الحكمة وفَصْلَ الخطاب ... ))
((أدب الكاتب ,لابن قتيبة))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري