الأربعاء، 24 مارس 2010

الإنترنت يدشن الجيل الثالث للقاعدة

  • همام البلوي منفذ عملية خوست (الصورة كما وردت في موقع السحاب) لم يلتق "أبو عمر" بأي من زعماء التنظيمات السلفية الجهادية أو المحسوبة على تنظيم القاعدة في حياته، لكن من يجالسه ويناقشه يجده مشبعا بالأفكار التي تروج لها هذه التنظيمات.
    وأشار "أبو عمر" –وهذا اسمه المستعار الذي طلب استخدامه- إلى أنه يعرف الكثير من الشباب الذين لم يحتاجوا للقاء "مشايخ الجهاد"، وقال إن "كل ما نريد أن نقرأه ونسمعه موجود في الفضاء الإلكتروني".
    وتحدث الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان عن سلسلة من العمليات الأخيرة التي نفذها أشخاص اعتنقوا فكر القاعدة ودشنوا لظهور "الجيل الثالث" من أتباع هذا التنظيم.
    وقال إن العمليات التي نفذها هُمام البلوي في خوست الأفغانية وقُتل خلالها سبعة ضباط من المخابرات الأميركية وضابط أردني، وعملية الضابط الأميركي نضال حسن التي قتل خلالها 19 جنديا أميركيا في قاعدة عسكرية بولاية تكساس، إضافة إلى عملية النيجيري عمر الفاروق بينها رابط واحد.
    وأضاف أن "كل هؤلاء وغيرهم نفذوا عملياتهم بناء على تواصلهم مع الفضاء الإلكتروني لتنظيم القاعدة".
    وفي دراسة أعدها تحدث أبو رمان عن أن القاعدة "تجاوزت التنافس الإلكتروني والنجاح في خوض الحرب الإعلامية النفسية مع أكثر الأجهزة الأمنية والإعلامية مهنية وتقنية ودربة، بل تمكنت من تطوير قدراتها الأمنية على الشبكة الافتراضية لتصبح أبرز أسرار نجاحها في الصمود والتواصل والتحايل في جهادها الإلكتروني".
    تفوق القاعدة وأشار إلى أن الولايات المتحدة اعترفت بتفوق القاعدة في حربها الإعلامية الإلكترونية.
    وقال إنه "منذ الإعلان عن تأسيس الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبين عام 1998 زاد عدد مواقع القاعدة الإلكترونية من 12 موقعا في ذلك الوقت إلى أكثر من ستة آلاف موقع اليوم".
    من جهة أخرى ظهر استخدام أجهزة الاستخبارات للمواقع الجهادية بغرض استدراج "الجهادين الجدد"، إذ كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية قبل أيام أن المخابرات الأميركية فككت موقعا إلكترونيا أنشأته بالتعاون مع الاستخبارات السعودية "لاستدراج الإرهابيين" بعدما اكتشفت أن "بعض المتشددين" نجحوا في استخدامه في الساحة العراقية.
    وذكرت الصحيفة أن هذا "التفكيك" أغضب السعوديين "كونهم خسروا مصدرا مهما للمعلومات"، كما زعمت الصحيفة الأميركية.
    وعزز ما نشرته واشنطن بوست حوادث اعتقال وتحقيق تعرض لها "جهاديون" في الأردن ودول أخرى بسبب نشاطهم عبر المواقع الإلكترونية. ومن هؤلاء هُمام البلوي الذي اعتقل العام الماضي لنشاطه عبر المواقع "الجهادية" تحت اسم "أبو دجانة الخراساني".
    كما تحاكم الولايات المتحدة حاليا الشاب الأردني حسام الصمادي بعدما استدرجته المباحث الاتحادية الأميركية عبر أحد المواقع الجهادية وأقنعته -وفق الرواية الأميركية- لتنفيذ عملية كبرى ضد ناطحة سحاب في مدينة دالاس.
    نجاح لعدة تنظيمات
  • لكن الكاتب والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ياسر الزعاترة نفى صحة أن القاعدة فقط هي من نجح في استخدام الحرب الإلكترونية من بين التنظيمات الإسلامية.
    وقال "من الصعب الحديث عن شكل واحد ووحيد للجهاد الإلكتروني"، واعتبر أن حشر هذا النوع من الحرب في تيار السلفية الجهادية وذيول تنظيم القاعدة ليس صحيحا.
    ورأى الزعاترة أن هذا النوع من الجهاد "كان ولا يزال جزءًا لا يتجزأ من نشاط سائر حركات المقاومة الإسلامية ذات الصبغة المحلية أو الوطنية بحسب تعبير البعض، فقد استخدمته حماس في الساحة الفلسطينية بقوة لافتة منذ ظهور الإنترنت نهاية التسعينيات، إضافة إلى قوى المقاومة العراقية البعيدة عن القاعدة، حيث لم تتوان هذه الحركات عن استخدامه في التحريض وتعبئة العناصر والأنصار وعموم الجماهير، فضلا عن التواصل فيما بين شبكاتها وعناصرها".
    وأشار إلى أن نجاح أنظمة السلفية الجهادية أكثر من غيرها في هذا النوع من الحرب يعود إلى "طبيعتها الموغلة في السرية".
    وتحدث الزعاترة عن أن الملاحقة الشرسة التي تعرضت لها القاعدة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 حولتها إلى شبكة من التنظيمات، وظهر أفراد ومجموعات استلهموا النموذج من خلال الإنترنت رغم أنهم لم يتواصلوا يوما مع أي من قيادات القاعدة وتنظيماتها بشكل مباشر.
    وخلص الزعاترة للقول إن "الجهاد الإلكتروني بات حقيقة واقعة تبدأ من بعض كلمات تكتب في سياق التعقيب على مقال أو خبر، ولا تنتهي بالتجنيد والتحريض وبث الأوامر والتعليمات".

    تعليق
    اللهم أنصر المجهادين في كل مكان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري