السبت، 14 نوفمبر 2009

مصادرة مساجد بأميركا

مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية قلق من تداعيات القضية على المسلمين

القضية تزيد مخاوف مسلمي أميركا من استهدافهم

  • المركز التعليمي الإسلامي في هيوستن أحد المراكز المستهدفة بالمصادرة اتخذت سلطات الأمن الأميركية أمس الخميس إجراءات لمصادرة عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في واشنطن ونيويورك وهيوستن وكاليفورنيا، فيما ينذر بإثارة مزيد من المخاوف لدى الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة بأنها لا تزال مستهدفة في دينها.
    كما تشمل إجراءات المصادرة بناية كبيرة في مانهاتن بنيويورك، وكل هذه العقارات تملكها مؤسسة علوي وهي مؤسسة خيرية غير ربحية تزعم السلطات الأميركية أنها تعمل واجهة للحكومة الإيرانية التي تخضع لعقوبات اقتصادية أميركية.
    وتقدمت وزارة العدل الأميركية بدعوى إلى محكمة مدنية تطالب بمصادرة حصة مؤسسة "علوي" في برج إداري مكون من 36 طابقا في مانهاتن، تملكه بالمشاركة مع شركة "أسا".
    وتخضع "أسا" للإجراءات الحكومية نفسها التي تتهم المؤسستين بتحويل أموال إلى طهران من خلال بنك "ملي" الحكومي الإيراني وتتهمه السلطات الأميركية بالمساعدة في تمويل أنشطة طهران النووية والصاروخية وتحظر على الأفراد والمؤسسات الأميركية التعامل بموجب عقوبات منذ العام 2007.
    وتطالب الدعوى أيضا بمصادرة جميع الأصول والممتلكات التي تعود لهذه المؤسسات في نيويورك وميريلاند وفيرجينيا وتكساس وكاليفورنيا من بينها مساجد ومراكز ومدارس إسلامية.
    ولم تحدد بعد الأموال التي تسعى السلطات الأميركية لمصادرتها، ولكن محققين أميركيين قالوا إن البناية ذات الطوابق الـ36 في مانهاتن تقدر قيمتها بين 570 و650 مليون دولار وتشكل مصدر دخل أساسيا للمؤسسة في السنوات الـ36 الماضية. وتشير وثائق الضريبة للعام 2007 أن عوائدها من إيجارات البناية بلغ 4.5 ملايين دولار.

    اتهامات وتتهم السلطات الأميركية في ملف الدعوى -الذي يقع في 97 صفحة- مؤسسة علوي بعلاقتها مع سفراء إيران لدى الأمم المتحدة وأن مسؤولين من المؤسسة يجتمعون مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة بانتظام في غرف مغلقة في مركز الشركة في حي كوينز بنيويورك.
    ولا تتضمن الدعوى أي اتهامات ضد المساجد أو المستأجرين الآخرين للعقارات التي تملكها المؤسسة، بل إن مكتب المدعي العام الأميركي في نيويورك بريت بهارارا قال في بيان مكتوب في وقت متأخر الخميس إن المستأجرين لهم كامل الحرية في استخدام العقارات.
    وقال دانيال روزمنا محامي مؤسسة علوي إن "مؤسسة علوي تشعر بخيبة أمل تجاه قرار الحكومة القيام بإجراء المصادرة، لقد أبدت المؤسسة تعاونا مع الحكومة منذ بداية التحقيقات، وتعتزم المؤسسة مقاضاة ادعاءات الحكومة وتتوقع الفوز عندما تنتهي هذه العملية".
    وقد تزامنت إجراءات السلطات الأميركية ضد مؤسسة علوي مع إخطار الرئيس الأميركي باراك أوباما للكونغرس الأميركي عن تجديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. وقال أوباما في رسالته للكونغرس "إن علاقتنا مع إيران لم تعد بعد إلى حالتها الطبيعية".
    ويسود اعتقاد في أوساط الجمعيات والمنظمات الإسلامية الأميركية المعنية بالدفاع عن الحريات المدنية والدينية للجالية المسلمة في الولايات المتحدة أن إجراءات مصادرة مساجد إسلامية من المؤكد أن تؤجج العلاقات بين الحكومة الأميركية والجالية المسلمة التي يسود الخوف الكثير من أفرادها في أعقاب حادثة قاعدة فورت هود بولاية تكساس التي يتهم فيها الرائد في الجيش الأميركي نضال حسن.

    قلق وخوف وقال مدير الإعلام في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) إبراهيم هوبر "مهما كانت تفاصيل القضية التي رفعتها الحكومة ضد مالكي المساجد، فإننا كمنظمة تدافع عن الحريات المدنية نشعر بقلق من أن مصادرة بيوت عبادة أميركية قد يكون له تأثير سلبي على الحرية الدينية للمواطنين من كل الأديان وقد يبعث برسالة سلبية إلى المسلمين في أنحاء العالم".
    أما رئيس "شبكة العمل الاستشارية المسلمة" آدم كارول فقال "نظرا لقلة المعلومات قد يتسبب هذا الإجراء في موجة من الخوف في أوساط الجالية المسلمة".
    وأضاف "سيكون الوضع سيئا إذا ما بدأ انتشار أخبار في أوساط جاليتنا بأن الحكومة سوف تخرسنا كلنا، إن البعض بالفعل يعتقد أن هذه حرب ضد الدين، وهذا انطباع غير مساعد على الإطلاق".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري