الاثنين، 28 نوفمبر 2011

كيف تجعل الاستغناء عنك مستحيلاً ؟

حسب جودي فري وتريسمادوكس مؤلفتي كتاب "الموظف الأساسيّ" اكتشف الباحثون السلوكيات الأكثر قيمةً فيمكان العمل، من منظور المشرفين والزملاء والإدارة العليا. والموظفون الذين يجسدونهذه السلوكيات في كل المستويات التنظيمية يمتلكون النصيب الأوفر في بناء سمعة "العنصر الذي لا بدّ من وجوده" في المنظمة.
ولعل أجمل ما في نتائجالبحث أنّ آثار هذه السلوكيات تنطبق على الجميع ولا تتغير تبعاً لدورك الحالي، أومستوى تعليمك، أو خبرتك، أو خلفيتك الاحترافية.
قد تبدو هذه الخصال السلوكيةالخمس أموراً مفروغاً منها بالبديهة، ولكن ينبغي أن نتذكر الحكمة القديمة القائلة: "المفروغ منه ليس مفروغاً منه كما تظن" هكذا تقول الاستشارية مادوكس التي أجرتبحثها الواسع مع زميلتها فري لتقدما لنا القائمة الذهبية التالية، التي تبدو بسيطةًجدا.
1- النتائج
لا تفرح بحمل السلة.. افرحبما تضعه فيها
إن القدوم إلى عملك كل نهار لن يجعلكفعالاً أو قيّماً. وفي الواقع أظهرت دراسة لشركتي AOL and Salary.com أن موظفيالدوام الكامل في أمريكا إنما يعملون ما مجموعه ثلاثة أيام وحسب، وهو ما يعني أنّهناك يومين لا يقدّمون فيهما شيئاً ذا قيمة ملموسة.
كي تجعل نفسك معروفاً كموظفمحقق للنتائج يجب عليك أن لا تركّز على مقدار الوقت الذي تمضيه في العمل وإنما علىماذا تنتج. وبالإضافة إلى ذلك عليك أن توازي ذلك الإنتاج بأهدافٍ ونتائج محدّدةٍمقيسة.
كيف تفعل ذلك؟
خذ على عاتقك مسؤولية المشاريع المكلّف بها، وانتق معهاأية إضافات تجدُ نفسك شغوفاً بالقيام بها أو قادراً عليها. كن شفافاً وتواصلبانتظام مع المشرف عليك وكل المعنيين بالمشروع لتطلعهم على تقدمك والأهداف التيتنشدها. وعندما تحقق هذه الأهداف أعلن ذلك!
2- الحماسة
لا تقم بما تحب.. بل أحبب ما تقومبه
الطاقة الداخلية معدية، إيجابية كانت أم سلبية. وهكذا فإنّ من يأتي إلى العمل وهو يجر قدميه جراً سوف يسحب إلى الأرض معه آخرين منحوله أيضاً، وفي المقابل فإن أصحاب الحضور الحيوي يوقظون النشاط والحركة في منحولهم. لا أحد يرغب برفقة الموت الرماديّ البارد في المكتب، حتى لو لم تكن أمورالعمل تنساب انسياباً مرضياً. كن القوة الإيجابية التي تحمل على الدوام موقف "يمكننا ذلك". لن يسرّ زملاؤك بحضورك بينهم وحسب، وإنما سيوصل اندفاعك وطاقتك إلىالقادة تعبيراً قوياً عن أنّك عنصرٌ وثيق الارتباط والالتزام بالمنظمةوبنجاحها.
3- الموقف
أوجدالجانب المشرق في كل ما يحيط بك
في مكان العمل لنتسير الرياح بما تشتهي السفن، هذا مؤكّد. لكن حتّى في أشدّ المواقف معاكسةً تتحققأشياء إيجابية صحيحة. إذاً، ركّز على الإيجابي، وتجنّب الالتحاق بعقلية "تباً لهذهالظروف التعيسة!" التي قد يقع زملاؤك فريسةً لها.
إن لفتةً بسيطة مثل ابتسامةأو مزحة لطيفة تمضي بكم في طريق الإيجابية مسافةً طويلة. لا يقتصر أثرها على تحسينجو العمل ، بل هي تسهم أيضاً في التعبير عن تقديرك وشكرك لوجودك في مكان عملكوللأجر الذيتتلقاه فيه!
4- التعاون
ساند الناس.. لا تستندعليهم
عمل الفريق أمر جوهري في مكان العمل الحديث. حتى ألمع النجوم لا يستطيع التوهّج منفرداً، وحيثما كنت تبقى بحاجة إلى مساعدة فريقمؤهل لتحقيق المطلوب منك.
أقبل على مساعدة الآخرين، وتحمّل المسؤولية عنالمشاريع الموكلة إليك. تكفّل بالأمر عندما يسير المشروع كما يرام وكذلك عندمايتعثّر. ثابر على امتداح الآخرين سواء أكنت تقوم بدورٍ إداريّ أم لا. اشكر منيساندونك وقدّر منجزاتهم إلى جانب منجزاتك عندما تستعرض التقدم المحقّق أمام رئيسكوإدارة الشركة.
5- التمسك بالقيم
اتبع بوصلة حق واحدة
هل تعرف المقولةالقديمة "الحق ليس شائعاً دائماً، والشائع ليس حقاً دائماً"؟
تنطبق هذه المقولعلى مكان العمل. وخصوصاً في سوق العمل المتغيّر القلق على الدوام حيث يشعر الموظفونبالضغط المرهق الملحّ على النجاح يصبح أشدّ أهمية تمسّك المرء بقيمه.
قد لايكون هذا التمسّك بالقيم الطريق الأسرع أو الأرخص أو الأيسر. ولكنّ التزامك بجعلبوصلتك الأخلاقية هي المرشدة لكل تصرّفاتك لا يمكن إلاّ أن يلاحظ لدى الآخرينويؤثّر فيهم.
الخلاصة:
في اقتصادٍتتصاعد فيه تكلفة التعليم، وتشتد صعوبة العثور على الوظائف والبقاء المطمئن فيها،يصبح مطلباً أشدّ أهميةً لديك التأكد من إدراك كل المحيطين بك قيمة حضورك الكبيرة. والمرجو، بعد توفيقه سبحانه، أن يعينك الالتزام الدائم بالخطوات الخمس السابقة علىأن تصبح وتبقى عنصراً لا غنى عنه.

نتمنى لكم الفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري