تظاهر الآلاف من أنصار أحزاب المعارضة الأوكرانية الموالية للغرب اليوم بمناسبة إحياء الذكرى السابعة للثورة البرتقالية. وجاء ذلك رغم قرار إحدى المحاكم بمنع تنظيم أية مظاهرات بحجة أن ذلك قد يشكل تهديدا أمنيا للرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايتي التي تزور أوكرانيا.
وقد أشعل المتظاهرون في ساحة الاستقلال وسط العاصمة الشموع في ذكرى الثورة، وحملوا الأوشحة والأعلام البرتقالية، وغنوا أناشيدها وهتفوا لحرية البلاد من "نظام دكتاتوري" تابع لروسيا، تماما كما فعلوا قبل سبع سنوات.
وألغت الثورة البرتقالية عام 2004 نتائج انتخابات رئاسية اتهمت بأنها زورت آنذاك لصالح الرئيس الحالي فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت إلى الحكم نظاما مواليا للغرب، للمرة الأولى في تاريخ أوكرانيا المستقلة منذ 1991.
وقال رئيس تجمع الأحزاب والقوى البرتقالية المعارضة سيرهي ميليتشينكو إن الثورة البرتقالية باقية في روح الشعب رغم أنها لم تعد حاضرة في حياتهم بعد عودة الدكتاتورية بتسلم الموالين لروسيا مقاليد الحكم مجددا، على حد قوله.
وبالرغم من تبخر آمال الملايين بعد الثورة البرتقالية نتيجة إخفاق قادتها في تحقيق وعودهم، فإن الغالبية تقر بتحقيقها نجاحات لم تكن لتتحقق بدونها.
ويؤكد مدير أحد معاهد الدراسات الاجتماعية بالعاصمة كييف أولكساندر سنيشكو أن الثورة نجحت في انتزاع الحكم والإمساك به، وفي نشر الحريات والديمقراطية بأوكرانيا، لكنها فشلت بالمقابل في محاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمات.
وكانت وسائل الإعلام المحلية قد ذكرت مؤخرا بهذا السياق أن نحو أربعة آلاف تجمع أو مظاهرة أو اعتصام احتجاجي قام بالعاصمة كييف خلال العام الجاري، في حين أن عدد هذا الفعاليات لم يكن ليتجاوز العشرات قبل الثورة.
ويشير سنيشكو إلى أن من أبرز أسباب فشل الثورة البرتقالية يكمن في تنازع قادتها ورموزها على صلاحيات السلطة، لينشغلوا عن وعودهم أمام تعاظم قوى وشعبية خصومهم الموالين لروسيا، في إشارة إلى نزاع وخلافات كانت بعد الثورة بين الرئيس السابق فيكتور يوتشينكو ورئيس الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو.
ويضيف أن الأمر انتهى بالقادة البرتقاليين بسبب الخلافات والفرقة إلى خسارة انتخابات برلمانية عام 2009 ورئاسية عام 2010 ليعودوا أضعف مما كانوا عليه قبل الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري