الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

انتخابات مصر تتواصل وإقبال غير مسبوق

إصرار على التصويت رغم سوء حالة الطقس

وسط أجواء احتفالية وإقبال وصف بأنه غير مسبوق, يواصل الناخبون في مصر الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني من الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب, بينما يواصل محتجون في ميدان التحرير اعتصامهم لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا.

وقد أغلقت لجان التصويت أبوابها في التاسعة مساء أمس بتوقيت القاهرة, بعد أن تم تمديد الاقتراع بسبب إقبال كبير وصل في أغلب اللجان من 50 إلى 70% تقريبا، فيما وصل في لجان أخرى إلى حوالي 30%، وهو ما اعتبره مراقبون نسباً جيدة للمشاركة في أول يوم.

وأغلق القضاة صناديق الانتخابات بالشمع الأحمر مع ختم كل قاض على الصناديق، وتحرير محاضر بالإغلاق وأعداد الحضور، مع تأمين كامل من قوات الأمن والقوات المسلحة لكل اللجان حتى إعادة فتحها مجددا صباح اليوم الثلاثاء.

الصناديق الزجاجية الشفافة طمأنت الناخبين(الفرنسية)

وفي القاهرة والإسكندرية وغيرهما من المحافظات التي تجرى فيها المرحلة الأولى, وقف الناخبون بصبر في طوابير طويلة انتظارا للإدلاء بأصواتهم، وتناقشوا في مستقبل حكم البلاد الذي يرون للمرة الأولى أن بإمكانهم المشاركة في تشكيله.

وبينما رصد مراقبون وتقارير إعلامية بعض العقبات, أبدى الناخبون رضاهم التام عن سير العملية الانتخابية في اليوم الأول, بينما أكد الناخبون الذين لم يتمكنوا من التصويت أنهم غير غاضبين من عدم تمكنهم من التصويت، وأنهم سيحضرون مجددا اليوم للاقتراع، في إصرار تام على المشاركة.

ولم ترد تقارير عن وقوع حوادث عنف خطيرة خلال الانتخابات، لكن احتجاجات ومشاجرات وقعت نتيجة تأخر فتح بعض مراكز الاقتراع، وعدم توافر الأوراق اللازمة بالقاهرة والإسكندرية.

وفي قرية النواورة بمحافظة أسيوط تجمهر أقارب المرشح عنتر علي بكر
الحمادي الذي استبعد لعدم أدائه الخدمة العسكرية أمام مراكز اقتراع وألقوا عليها الحجارة، مما أدى لتوقفها عن العمل أكثر من ساعة. كما قطعوا الطريق السريع بين القاهرة وأسوان لمدة ساعة تقريبا قبل أن تنجح قوات الجيش والشرطة في إعادة فتحه.

كما تحدثت الناشطة الحقوقية منى ذو الفقار عن "انتهاكات كثيرة" للحظر المفروض على الدعاية خارج أماكن التصويت. وقالت شاهدة عيان في حي المطرية بالقاهرة وأخرى في حي مدينة نصر إن مؤيدي مرشحين كانوا يوزعون أوراق دعاية أمام مراكز الاقتراع، رغم حظر الدعاية لمدة 48 ساعة قبل الاقتراع.

وبينما أبدت الأحزاب المشاركة في "الكتلة المصرية" كامل سعادتها بالمشاركة "الواعية والكثيفة" من المصريين, أكدت استنكارها لاستمرار الدعاية الانتخابية أمام اللجان.

وطبقا لرويترز, فقد جرت الانتخابات بجو هادئ وسط إقبال قالت إنه كبير، وقد يأتي بالإسلاميين الذين طال حظر أحزابهم إلى صدارة مجلس الشعب.

المحتجون في ميدان التحرير رغم قلة عددهم واصلوا المطالبة برحيل المجلس العسكري

ميدان التحرير

جاء ذلك, بينما بقيت خيام المعتصمين في ميدان التحرير، لكن بعد ليلة من المطر الغزير قل عددهم كثير.

وقال محمد ضياء -وهو طالب جامعي يعتصم في ميدان التحرير منذ أكثر من أسبوع- "لم أذهب إلى الانتخابات حتى لا أقر بشرعية المجلس العسكري الذي يجري هذه الانتخابات ولا أثق بنزاهة الانتخابات". كما قال أيمن عباس (37 عاما) "لم أذهب حتى لا أترك الاعتصام".

ولا يزال القلق قائما بين المحتجين في ميدان التحرير من أن يكون لدى العسكريين نية البقاء في الحكم، رغم أن احتجاجات عنيفة وقعت هذا الشهر دفعت إلى تحديد يونيو/حزيران موعدا أقصى لانتخاب رئيس للدولة يتسلم منهم السلطة بحلول يوليو/تموز. وقتل في هذه الاحتجاجات 42 ناشطا وأصيب ألفان، لكن لم يكن لذلك صدى في الانتخابات, حسب رويترز.

وقد تجنب الاخوان المسلمون وإسلاميون آخرون احتجاجات الأسبوع الماضي التي تحدت الحكم العسكري رغبة منهم في ألا يتركوا شيئا يعترض الانتخابات التي يمكن أن تفتح أمامهم الطريق إلى السلطة السياسية.

أصداء إيجابية

من جهة ثانية, قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الأنباء المبكرة بشأن الانتخابات المصرية "إيجابية إلى حد بعيد".
وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إنه لم ترد أي أنباء تفيد بوقوع أعمال عنف أو مخالفات، مضيفا أن الإقبال على التصويت كبير.

كما قال السفير البريطاني لدى مصر جيمس وات إن الانتخابات المصرية حدث سياسي مهم، وأشار إلى أنها أجريت بشكل منظم وسلمي. وأضاف "زار العاملون معي عددا من اللجان الانتخابية، ورأوا أن الإدلاء بالأصوات يجري بطريقة منظمة وجيدة".

عناصر الجيش يساعدون كهلا على الوصول للجنة الاقتراع

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ حث السلطات المصرية على ضمان إجراء الانتخابات دون عنف، وأن تكون نزيهة وموثوقا بها، وقال إن صدى الانتخابات المصرية سيتردد في أنحاء المنطقة.

ثلاث مراحل

يذكر أن المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب تشمل القاهرة والإسكندرية وأسيوط والفيوم والأقصر وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والبحر الأحمر. وتكتمل مراحل التصويت الثلاث لانتخابات مجلس الشعب في 11 يناير/ كانون الثاني وتجرى كل منها على يومين.

ويستطيع الناخبون الإدلاء بأصواتهم اليوم الثلاثاء في هذه الجولة إلى منتصف الليل بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.

يشار إلى أنه يحق لنحو 17 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى لاختيار مجلس الشعب الجديد الذي يجري شغل ثلثيْ مقاعده بالقائمة الحزبية المغلقة، وهي نظام جديد على أغلب الناخبين، ويتم شغل الثلث الباقي عن طريق المنافسة الفردية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري