الاثنين، 28 نوفمبر 2011

مــــــــحاكمة الحــــــــب

وقف الحب داخل القفص وحيدا
شاحبا وجهه شريدا ذهنه

لا يدري ماذا سيكون مصيره
وهو بين القضبان

تمر عليه الدقائق
وكأنها دهور طويلة

أنه ينتظر دخول العقل
قاضي هذه المحاكمة

ليحكم في الاتهام الذي وجهته له
قلوب العاشقين

كان من ضمن حضور هذه المحاكمة

الود وكان حزينا مهموما

والعشق الذي أعتلي الخوف ملامح وجهه
فلو حدث للحب أي مكروه
ستكون هذه هي النهاية بالنسبة له

أما الكراهية فقد أتت الي المحاكمة
يملؤها الحقد ويعلو وجهها الفرحة والشماتة
فاعدام الحب معناه انتصارها
في معركتها الدائمة ضد الحب

دخل العقل إلى القاعة
ووقف جميع الحضور احتراما له
ثم جلس وتبعه الحضور في الجلوس

ثم قال بصوت هادئ يملؤه الوقار
ليتقدم دفاع قلوب العاشقين

قالت القلوب
أنا سأتكلم بنفسي
سيدي العقل

أن هذا الحب قد تسبب
في دخول الهم والحزن إلينا
وفي حيرة وسهر أصحابنا

فكم أذاقهم ويلاته.. وطعم ناره
وكم أذاقنا الضنى والألم

سيدي العقل الحكيم
لقد تسبب ضعفنا امامه
في ضياع أحلامنا
والحكم لك .. فأنقذنا بعدلك مما أصبحت عليه حالنا

سأل العقل الحب
ما رأيك في هذا الكلام
أهو صدق .. أم مجرد أوهام ؟؟

قال الحب
سيدي العقل الحكيم

أنني برئ مما وجه ألي
فأنا روح الحياة ولا يمكن تصور الحياة بدوني

وأنت أيها العقل تعلم
أن دوام الحال شيئا محال
فهل تريد هذه القلوب أن تعيش سعيدة دوما ؟

سيدي العقل

ان حدوث أي مكروه أو حزن للقلوب
فمما لا شك فيه انها المسئوله الاولى عنه
فهي من تختار من تحب
ولست انا

سيدي العقل الحكيم

ما عندي من كلمات قد سردته
ومع أحترامي وتوقيري لك أوجزته

فأحكم بحكمك
وانا علي أتم اليقين بعدلك

قال العقل
الحكم بعد المداولة

فساد المكان صمت وترقب
ولم يمر الكثير من الوقت
ألا وكان العقل بداخل القاعة مرة اخري
فقال

بعد ما سمعت ما قالته قلوب العاشقين
وما قاله الحب
وبعد استشارتي للمشاعر والاحاسيس
جئتكم بما هو أت

أنت أيها الحب
فأن ما عاش فيه العاشقين
من حزن وهم وأسي
فليس لك أي ذنب فيه

وأنتي أيتها القلوب
أحسني اختيارك
ولا تسلمي هواك مرة أخري لمن لا يستحق
ولا تلقي باللوم على من لا يستحق اللوم

وحكمي هو

براءة الحب مما وجه إليه

انـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
دومـــــــــــــــــــــــا مــــــــــــــــوجـــــــــــــــــــود
حـــــــتى لـــو لـــم اكـــــــن مــــــــــــــــوجــــــــــــــــــــود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري