شباب الثورة المصرية جمعتهم الثورة، وفرقتهم الانتخابات، وهم الآن مهددون بالغياب عن أول برلمان ينتخبه المصريون بعد سقوط نظام المخلوع مبارك.
والأسباب كثيرة، منها انعدام شعبيتهم في دوائرهم، وافتقارهم إلى الخبرة السياسية، فضلا عن تشرذمهم واستقطاب قوى سياسية مختلفة لهم، وضعف أدائهم في المعركة الانتخابية.
ومع أنه لا يوجد إحصاء محدد لعدد المرشحين من هؤلاء الشباب في الانتخابات البرلمانية الراهنة بمصر، فإن تقديرات غير رسمية تقول إن عددهم لا يزيد على خمسين شابا، وإن المرشحين منهم للفوز لا يتجاوزون عدد أصابع اليد.
وكشف عن أن قراره جاء نتيجة عدم توفر فرص متكافئة أمام المرشحين جميعا لخوض تلك العملية، نظرا للاتساع الكبير للدوائر، مما يستلزم تمويلا لا يمكن أن يتوفر لنشطاء سياسيين شرفاء، حسب تعبيره.
وأضاف "أصبح لدي يقين بأن هذه الانتخابات يُراد بها السوء للثورة، نظرا لأن المجلس العسكري أعلن أن هذا المجلس محدود السلطات أو هي منزوعة منه، وبهذا لن تؤدي الانتخابات إلى تحقيق طموحات الأمة".
وفي المقابل استمر المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية) طارق الخولي في معركة ترشحه للبرلمان في دائرته شمال القاهرة.
ويقول الخولي إنه يدرك أن نجاحه أمر صعب جدا نظرا لضعف الدعاية والإنفاق المالي، لكنه ليس نادما على خوض التجربة، لأنها أكسبته خبرة قوية، واكتشف أن الأمور على الأرض بخلاف الأمور في ميدان التحرير.
ويضيف أن الانتخابات الحالية لم تكن "معركة شريفة" في ظل ضعف إمكانات الشباب، ووجود دعاية انتخابية في "يوم الصمت"، ويُنحى فيها باللائمة على الشباب لأنهم تركوا ميدان التحرير مبكرا بعد الثورة، ووقعوا في فخ الاندماج في الكيانات السياسية، وانخرطوا في حملات التشويه المتبادل، مما أدى إلى عدم ثقة الجمهور بهم.
وفي صفوف الناخبين، تتجه أقلية محدودة للغاية من المصريين إلى منح أصواتها لشباب الثورة.
ويقول الناخب مصطفى محمود إنه سينتخب الشباب لأن العديد من مطالب الثورة إنما تحققت بسبب ضغوط الثوار في ميدان التحرير.
ويضيف "إنهم شباب على وعي، ولديهم فكر ثوري، لكنهم يخوضون التجربة البرلمانية للمرة الأولى في حياتهم، وأتوقع أن يفوزوا بنسبة تتراوح بين 5% و10% ، ورغم قلة عددهم سيكونون وقود البرلمان المقبل".
وبحسب المحلل السياسي عمرو عبد الرحمن فإنه من المتوقع أن يُمنى شباب الثورة بهزيمة في الانتخابات، لكونهم كانوا بعيدين عن العملية السياسية، ولا أرضية لهم في الشارع، ولا يتقنون العمل الانتخابي، كما لا يمتلكون المال ولا القدرات الانتخابية.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الثور لم يكونوا مطالبين بدخول البرلمان، فقد خرجوا للثورة ضد الفساد، وليس من أجل مقعد أو منصب، وفق تعبيره.
عمران: شرعية التحرير ذهبت إلى شرعية البرلمان |
أما المحلل الإستراتيجي اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران فيقول إن شباب ثورة 25 يناير كان من ضمن مطالبهم برلمان حقيقي منتخب، وهذا ما يتحقق اليوم، وبالتالي ذهبت شرعية التحرير إلى شرعية البرلمان، وأي مطلب شعبي سيكون من خلاله.
ويخلص عمران إلى أن المطلوب من شباب الثورة أن يعودوا لاستئناف حياتهم بشكل طبيعي، وأن يشاركوا أبناء الشعب معركة النهوض والبناء وإقامة المؤسسات، حسب تعبيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري