توصف حركة "احتلوا وول ستريت" بأنها حركة أميركية عمالية لا زعيم لها، تناهض الرأسمالية والشركات الكبرى وأسواق المال، ومن مطالبها محاسبة شركات المال الكبرى.
وقد تباينت الأراء بشأن هذه الحركة وطرحت التساؤلات عن من يحركها، مما جعلخبير الإستراتيجيات بالحزب الجمهوري ديفد جونسون يزعم أن هناك يدا كبيرة تحركها وهي مقربة من الحزب الديمقراطي والتنظيمات التقدمية الأخرى.
بدأت الحركة خجولة في سبتمبر/أيلول 2011 بمدينة نيويورك الأميركية، ضد البطالة وضد النظام المالي، لكنها سرعان ما كسبت التأييد الشعبي وامتدت إلى العديد من المدن الأميركية، فظهرت مثلا حركة "احتلوا أوكلاند" في ولاية كاليفورنيا.
وقد قام مؤيدو "احتلوا وول ستريت" باحتلال ساحة في متنزه زوكوتي بحي المال بنيويورك والذي يعد الأهم في الولايات المتحدة، وذلك للتنديد بما سموه جشع وول ستريت واحتجاجا على المظالم الاقتصادية.
ولإيصال رسالتها لصناع القرار الأميركي، نظمت الحركة عبر المحتجين منذ 17 سبتمبر/أيلول اعتصامات ومخيمات تحولت إلى مجتمعات مصغرة مع طباخين خاصين ومكتبات ومرافق طبية وصحف يومية وحتى مراكز لتوزيع ملابس للبرد.
ورفعت الحركة شعارات منها أنها تمثل 99% من سكان الولايات المتحدة، في مقابل 1% من الذين يملكون المال ويتحكمون برقاب الناس من خلال نفوذهم في الميادين الحكومية وفي المؤسسات المالية.
وعلق الكاتب الأميركي كيم فيليبس فين -في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز- قائلا إن احتجاجات حركة "احتلوا وول ستريت" في نيويورك تذكر الناس بتلك التيحدثت في فترة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي وأخرى في فترة الإجراءات التقشفية في منتصف سبعينيات القرن المذكور.
غير أن السلطات الأميركية تصدت لحركة "احتلوا وول ستريت" وغيرها من الحركات المماثلة في الولايات الأخرى، من خلال محاولات تفكيك الخيم التي نصبت واعتقال العديد من المحتجين.
وفي تعليقه على قيام الشرطة بإخلاء مخيم اعتصام "احتلوا وول ستريت" في نيويورك واعتقال عشرات المتظاهرين، قال البيت الأبيض "نأمل ونرغب في أن تسعى البلديات إلى توازن بين تقاليد حرية الاجتماع وحرية التعبير السارية منذ فترة طويلة في هذه البلاد وبين الأهمية الكبيرة لفرض احترام القانون والحفاظ على النظام، وعلى ظروف السلامة العامة التي شكلت مبعث قلق في هذه الحالة".
ويرى مراقبون أن السلطات الأميركية المحلية منها خاصة شعرت بالحرج والمضايقات بسبب تزايد شكاوى الشركات الكبرى من احتجاجات واعتصامات "احتلوا وول ستريت".
كما أن السلطات المركزية تخشى من أن تتسع رقعة هذه الحركة وتتحول إلى ثورة شعبية وحراك اجتماعي، لا يخدم صناع القرار ولا سيما أن الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية بعد قرابة عام، إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد.
ويرى محللون أن حركة "احتلوا وول ستريت" تواجه مستقبلا مجهولا، في حين قالت صحيفة نيويورك تايمز في أحد أعدادها إن الحركة بدأت تفقد التأييد، حيث نقلت عن استطلاع نشرته واشنطن بوست وجد أن 18% فقط يؤيدون المحتجين.
تعليق
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري