وزراء الخارجية العرب اتفقوا خلال اجتماع استثنائي في الرباط على تشكيل بعثة من الخبراء المدنيين والعسكريين العرب لتوفير الحماية للمدنيين في سوريا، مشيرة إلى أن الوزراء فوضوا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاستعانة بالخبرات والمراقبين من الدول العربية والإسلامية والصديقة لتنفيذ المهام الموكلة للبعثة.
ونقلت وكالة رويترز عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قوله إن الجامعة العربية سترسل المراقبين إلى سوريا خلال ثلاثة أيام إذا وافقت على خطة عمل الجامعة.
وبحسب وكالات الأنباء، فإن المسؤول القطري أكد أن الجامعة العربية سترسل مسودة اتفاق بشأن المراقبين إلى الحكومة السورية اليوم، مشيرا إلى أن عقوبات اقتصادية ستفرض على النظام السوري إن لم يتوقف القتال فورا.
من جهته قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الوقت ليس مناسبا الآن لعقد قمة عربية بشأن سوريا.
وكان العربي قد دعا في وقت سابق الأربعاء إلى عمل كل ما يمكن لوقف نزيف الدم السوري، كما دعا جميع الأطراف المعنية بالأزمة في سوريا إلى تحمل مسؤولياتهم، وعبر عن أمله في أن تتحرك الدول العربية باتجاه إرسال مراقبين إلى سوريا للمساعدة على إنهاء حملة قمع المحتجين التي أوقعت حتى الآن أكثر من 3500 قتيل وفقا للأمم المتحدة، وأكثر من أربعة آلاف قتيل حسب الناشطين السوريين.
لكن العربي شدد على أنه لن يُرسل أي مراقب إلى سوريا قبل توقيع اتفاق واضح بين الجامعة العربية والحكومة السورية.
وعقد الاجتماع الوزاري العربي الجديد بالتزامن مع بدء سريان القرار الذي اتخذ في الاجتماع الوزاري السابق بالقاهرة، بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ومؤسساتها لعدم استجابتها لخطة العمل العربية الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية.
وتنص تلك الخطة التي قبلتها دمشق مطلع هذا الشهر دون أن تلتزم بها عمليا على وقف العنف ضد المحتجين، وسحب القوات والآليات العسكرية من المدن، والإفراج عن كل المعتقلين في الأحداث الجارية منذ منتصف مارس/آذار الماضي بما يهيئ الأجواء لحوار بين نظام الرئيس المخلوع بشار الاسد ومعارضيه.
|
المنتدى العربي التركي بالرباط بحث أيضا الأزمة السورية |
رفض التدخل الأجنبي
في غضون ذلك دعا المنتدى التركي العربي المنعقد في الرباط في بيان صدر عنه مساء الأربعاء إلى وقف إراقة الدماء في سوريا وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل، وحل الأزمة السورية دون أي تدخل أجنبي.
واعتبر البيان أن تحقيق هذا الهدف يتطلب اتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان حماية المدنيين.
وأكد وزراء الخارجية العرب ونظيرهم التركي أحمد داود أوغلو في البيان "أهمية استقرار ووحدة سوريا، وضرورة إيجاد حل للأزمة دون أي تدخل أجنبي".
وكانت سوريا قد أبدت الأحد الماضي بعد يوم من قرار تعليق عضويتها في الجامعة العربية استعدادها لاستقبال اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمعالجة الملف السوري، مصحوبة بخبراء عسكريين ومدنيين وإعلاميين لمعاينة الأوضاع.
وقد اتفق العربي ومنظمات حقوقية عربية على إرسال وفد مكون من 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين إلى سوريا، في موعد يحدده -حسب مصدر مسؤول في الجامعة- الاجتماع الوزاري في الرباط اليوم.
|
المقعد السوري شاغر في اجتماعات الرباط |
مقاطعة سورية
وقالت دمشق إنها ستقاطع الاجتماع الوزاري في الرباط الذي يفترض أن يقر تعليق عضوية سوريا في الجامعة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إنه "في ضوء تصريحات المسؤولين في المغرب، قررت سوريا عدم المشاركة في الاجتماع الوزاري العربي في الرباط"، دون أن تعطي المزيد من التفاصيل.
وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن "الزملاء السوريين" موضع ترحيب لحضور الاجتماع، دون التطرق إلى مسألة حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم أو عدمه. وتأتي المقاطعة السورية بعد رفض مجلس التعاون الخليجي دعوة سورية إلى قمة عربية يرى أنه لا جدوى منها في هذه الظروف.
ضغوط متصاعدة
وسبقت الاجتماع الوزاري تصريحات تركية وأميركية تحذر النظام السوري من عزلة أكبر، وتطلب مزيدا من الضغط عليه. فقد قال وزير الخارجية التركي اليوم في الرباط خلال المنتدى العربي التركي إن ثمن عدم التزام الإدارة السورية بوعودها للجامعة العربية هو عزلتها في العالم العربي.
وكانت تركيا قد هددت قبل هذا بفرض عقوبات على نظام الأسد إن لم يوقف حملاته ضد المحتجين، كما هدد وزير الطاقة التركي بالتراجع عن تزويد سوريا بالكهرباء، وأعلن فعلا وقف أنشطة التنقيب المشتركة عن النفط السوري.
أما فرنسا التي قللت من أهمية إعلان دمشق الإفراج عن نحو 1100 معتقل، فقد أعلن وزير خارجيتها آلان جوبيه اليوم استدعاء سفيرها في دمشق إريك شوفالييه ردا على أعمال العنف التي استهدفت الأحد الماضي مصالح فرنسية في سوريا، بينها مقار دبلوماسية عقب تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية.
|
جوبيه سيبحث الأزمة السورية مع القادة الأتراك |
ومن المقرر أن يزور جوبيه تركيا الخميس والجمعة ليبحث مع قادتها الأزمة السورية. ودعت الخارجية الأميركية من جهتها الجامعة العربية إلى أن تبعث رسالة واضحة إلى الرئيس السوري بأن يسمح بانتقال سلمي للسلطة، ويوقف العنف ضد أبناء شعبه.
وفي نيويورك، قال محمد جواد لاريجاني مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن "أفضل حل هو ترك الشأن السوري للسوريين"، مجددا رفض بلاده لأي تدخل دولي في الأزمة السورية.
واتهم لاريجاني الولايات المتحدة وبلدانا غربية أخرى بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وهو الاتهام الذي وجهته كذلك دمشق إلى واشنطن وحلفائها.
وشدد المسؤول الإيراني على أن الموقف الإيراني مما يجري في سوريا مختلف عن الموقف التركي الذي انتقد بشدة حملة النظام السوري ضد المتظاهرين.
وفي الكويت وقع 33 نائبا من أعضاء مجلس الأمة الكويتي بيانا -هو الثاني لأعضاء المجلس بشأن الأزمة السورية- طالبوا فيه الحكومة الكويتية بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري .
تعليق
أعتقد أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة السورية مع قرارات الجامعة العربية تتسم بالبلادة, العالم العربي يعرف نوعا ما تحولا جوهريا في بنيات حكمه نحو ترسيخ مبادئ العدالة والحرية والديمقراطية وذلك استجابة لمتطلبات المرحلة التي فرضتهاتحركات الشعوب في اطار ما يسمى بالربيع العربي , وسوريا بنظامها القمعي والمستبد لن يكون استثناء والطغمة الحاكمة هناك تعرف ذلك , لذلك أنصح من يهمه الأمر بالرحيل واعطاء الفرصة لمن يستحقهامن السوريين الشرفاء. |
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري