الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

مخطط إغتيال أم مؤامرة واحتيـال ؟

عرب را به جايی رسيده است کار

که تاج کيانی، کند آرزو

تفو، بر تو ای چرخ گردون، تفو

الترجمة من الفارسية إلى العربية : ( من شرب لبن الإبل ، وأكل الضب ، بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحوا فـي تاج الملك ، تفـو عليـك أيها الزمان الدوَّار وسحقـا ) !!

ليس هذه سوى أربعـة أبيات من ( الشاهنامة ) ! وهي ملحمة شعرية فارسية شعوبية مليئة بشتم العرب ، وبتمجيد الفرس قبل الإسلام ، لشاعـر فارسي حاقد هلك قبل ألف سنة ، وقـد قامت (مؤسسة نور) المكتب الإعلامي للحوزة في قم ! _ نعم الحوزة الدينية في قم !! _ بطبع هذه (الشاهنامة) على أقراص مدمجة بترجمة عربية ، وفرنسية ، وإنجليزية ! مع معرض صور لقبر هذا الشاعر المريض بضغائـن الشعوبية ! لتوزيعها عبر العالـم !

رغـم أنّ الحكاية الأمريكية عن مخطط الإغتيـال غير قابلة للتصديق ! غير أنّ سنن الله تعالى لاتتبدَّل ، فالجزاء من جنس العمل ، ومثل مكر السوء الذي لم يفتأ طغاة طهران يبثـُّون سمومـَه على أمّة الإسلام ، دارت الدوائر عليهم ، وإنما يسلّط الله على الظالميـن.

وعلى أية حال فإنَّ جرائـم هذا النظام العفـن الجاثم على صدر الشعب الإيراني ، والمتآمر على أمة النبيّ العدناني ، إنَّ جرائمه التي بها يستحق نزول العقوبة الإلهية ، لاتمـتُّ للحاجـة إلى فبركات سخيفة بصـلة !

ولعمري ليس ثمة خيـر على أمّة الإسلام ، ولا على هذه النهضة المباركة التي تشتعل في بقاع بلادنا العربية ، مثل سقوط رأس الطغيان في طهران ، وقطع رأس الأفعى في إيـران ، وذلك سيحدث بإذن الله بربيع إيراني على غرار الربيع العربي قريبا .

وإنـّه ليجب علينا إجلالاً لإنجاز الشعب الإيراني ، أن نعترف له بالأسبقية إلى ربيـعه ، وبالتقدّم علينـا بثورتـه ، عندما ثار على تزوير الإنتخابات قبل عامين ، وقد قـدَّم تضحيات عظيمة ليتخلَّص من طغاته ، غير أنـَّه تعرّض لقمع نظام لاشيء هـي وحشية (شارون الصهيوني ) بالنسبة إليه ، وتتعرض جرائم (هتلر) لظلم عظيم إذا قيست عليه !

وإذا أردت أن تلمح لمحة من جرائمه ، أو أن ترى مشهداً خاطفاً من فظائعه ، فانظر إلى ضحايا الشعـب السوري المجاهـد ، فإنَّ تلك المشاهد المروّعـة التي تقشعـرّ منها الأبدان ، وتتهوّل من فظائعها النفوس ، هـي بعض ما تفضل به النظام الإيراني على النظام السوري من معونة ، وخبرة ، وعناصر ، لقمع الثورة السورية .

إنـّه نظام تولـَّد من نطفة الشرّ ، وخرج من رحم الكراهيـة ، ورضع لبان البغضـاء ، وتربىَّ في أحضان الضغائن ، وشبَّ في مدرسة الإحـن ، وتخرج من جامعة الأحقـاد ،

ولم يزل منذ تسلُّطه على الشعب الإيراني ، يستثمر كلَّ ثروات أرضه ، ويدفـع بكلَّ طاقـة يجـدها فيه ، ليحقـّق حلماً واحداً يحرّكه الشيطان في رأسه ، كما تحرك الساحرة عزائمهـا في قدْر سحرها وتنفـث فيه ! وهو القضاء على العروبة ، والإنتقام للمجوسية ، بتدميـر الإسلام .

ولانتجنـَّى والله .. فهذا المفكر الإيراني البارز الأستاذ في جامعة طهران صادق زيبا يصرح لصحيفة صبح أزادي الإيرانية الأسبوعية الأسبوع الماضي : ( يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب ، ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها ، فنخفي في أعماقنا ضغينة ، وحقداً دفينين تجاه العرب ، وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة ) أ.هـ ،

وللإنصاف فالمفكر زيبـا لـم يقـرّ في لقاءه هذه العنصـرية المقيتة ، ولكنه يحكيها كواقع .

وواضـحٌ أنَّ النظام الحاكم في طهران هو الذي يغذِّي هذه العنصرية البغيضة ، ومن أوضح الشواهد على ذلك ، أنَّ أحد كبار أستاذة حوزة قم الدينية ، والأب الروحي للرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد ، هو مؤلـف كتاب ( سيد المرسلين ) ، قـد أفرد في هذا الكتـاب ، أكثر من مائة صفحة لسبّ العرب !

وقـد زعـم فيه أنَّ ما حمله القرآن من تحذير ، ونذير ، إنما هو موجه للعرب على وجه الخصوص ، لاغيـرهم ، وأنّ الأقوام التي أنزل الله عليها الغضب ، وأبادها كانت أقواما عربية ! وقد سُمّيت بالعرب البائدة ، وأنَّ المعنيين بالجاهلية هم العرب تحديداً لاسواهـم !!

ولاريب أنّ من يدري الطغمة الحاكمة في طهران حق الدراية ، يقسم : لكأنَّ هذا النظام الخبيث ، ليس له هـمُّ ، ولا يحمـل رسالةً ، إلاّ تحقيـق حلمـه الإبليسي بالقضاء على ( الإسلام العربي ) ، ليسخـِّر لذلك كلَّ شيء ، وليستغل كلّ فرصة ، وليمعـن في كلّ خيانة ضد الأمـّة !

إلى درجة أنه نسـي بركان الغضب الذي تشتعل حممُه داخل الشعب الإيراني ، وبلوغه حافة الثورة على الثـورة ، بعـد أن كفرُوا بها ، وبكلّ شعاراتها .

كما وصف رئيس الشؤون الثقافية في بلدية طهران الشيخ محمد علي زام _ كما نقل عنه الباحث الشيعي ذائع الصيـت أحمد الكاتب في كتابه لماذا يتراجع الإيرانيون عن الإلتزام الديني _ وصف حالة الشعب الإيراني في ظلّ الخمينية :

( إنّ 12 مليون مواطن من 60 مليون ، أي 20 بالمائة من الشعب الإيراني يعيشون تحت خط الفقر ، وربما كان الواقع أكثر من ذلك بكثير قد يتجاوز نسبة الخمسين بالمائة ، وإن 35 مليون مواطن هم دون العشرين .. ووجدوا أمامهم المستقبل غامضا ومغلقا ولا يؤهلهم لإقامة حياة اجتماعية طبيعية ، مما يفسر حالة الانحلال الجنسي وتزايد نسبة الزنا خلال السنتين الأخيرتين فقط بنسبة 635% وانخفاض معدل عمر الزناة من 27 سنة الى 20 سنة ، حسبما يقول التقرير. يقول أحمد الكاتب ( وقديما قيل : " اذا دخل الفقر بلدا قال له الكفر خذني معك " فكيف اذا كان نظام الحكم المسؤول دينيا ، ويعتبره الفقراء مسؤولا عن فقرهم وتعاستهم ؟ وكيف إذا مارس الحكم الديني الديكتاتورية ، والعنف مع المعارضة؟ )

هذا في الأغلبية الفارسية ، وأما الأقليات في نظام الثورة الخمينية ، فإنهم من أشد الأقليات في العالـم بؤسـاً ، وأكثرهم فقراً ، وحرماناً ، لاسيما أهل السنة ، كما عرب الأحواز ، كما بينا ذلك في مقال بعنوان ( القضية الأحوازية والفتنة الخمينية ) هنـا

هذا .. وإنّ أعظـم جرائم طغاة طهران هرولتـهم إلى تحقيق هدف التحالف الصهيوغربي بالهجوم على حضارتنا من داخلها ، ظنـَّا منهم أنهـا فرصتهم السانحـة للإنتقام من أمّتـنا ، والقضاء عليها !

ورضاهم أن يُسخَّـرُوا في مخطط هذا التحالف الشيطاني ، لتدمير العراق ، وقبله إحتلال أفغانستـان ، وإشعال الفتن في بلاد الإسلام ! طامعيـن أنهم سيبنـون تحت جناحـي ذلك المخطـط إمبراطوريتهم الشعوبية ، ثـم يعلنونـها منقلبين على من سخَّرهم !!

وقد نسوا أنَّ لهذه الأمـَّة ربـَّا يحميها ، وأنَّ لـه سنناً ماضية في كونه يبرمها ، ويقضيهـا ، فجاءتهم هذه الثورات العربية المباركة من حيث لايشعرون ، واشتعلت نارها من حيث لايتوقعـون ،

فأفسـد الشعب السوري البطل عليهم مخططهم ، وأبطـل كيدهم ، فانقـلبت الموازين إلى غير ما يخططـون ، وتغيـَّرت الرياح إلى غير ما يشتهـون .

وعن قريب بإذن الله سيرينا الله تعالى فيهم آياته ، والله غالب على أمره ولكن أكثـر الناس لايعلمـون .

لقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُون

أمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ

أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُون

والله المستعان على ما يصفون ، وهو حسبنا ، عليه توكّلنا ، وعليه فليتوكّـل المتوكّـلون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ضع تعليقك وأترك بصمتك علي الموضوع مع خالص أحترامي وتقديري